--------------------------------------------------------------------------------
معانى الحب
ليس هذا عنوانا لكتاب الصديق المفكر العظيم أنيس منصور فحسب, لكنه عنوان يعبر ـ أيضا ـ عن مشاعري, نحو الراحل العظيم, الشهيد أنورالسادات, محرر سيناء والقنال, والوزير المبدع د. حسين كامل بهاء الدين, وجمهور قراء الأهرام من الباحثين عن( أسرار الحب)!!
فالشهيد أنور السادات, بعصره وشخصه كان مثل ومضة برقت في سماء مصر, في وقت كان فيه الظلام والظلم, يشمل كل شيء. واستطاع بحنكته وجسارته, أن يقتحم ما رآه غيره, مستحيلا أو صعبا, فاخترق كل السدود حول الحركة الوطنية الذاتية المصرية, ليطلقها من عنانها, تحريرا من شل ارادة الانسان,وعجز ارادة الدولة, فحرر العمل السياسي والاقتصادي والعسكري, لتكون سمة البلاد عند يوم النصر التحرير!! نعم, وضع السادات بذور العمل الحزبي وبذور الحرية الاقتصادية, وطهر أرض مصر من حدودها مع اسرائيل حتي مدن السويس والاسماعيلية وبورسعيد, ثم نال رصاصات غدر, رفعته الي السماء, شهيدا من أجل حرية مصر ومن أجل تحرير الانسان!! ولقد سبق السادات, ذلك الزمن الراكد بفكره وتصوراته, وتنبأ بعبقرية فذة, بزوال الشيوعية والاتحاد السوفيتي, ووقف وحده, يعاند زمان الركود بحماس الركوض, حتي أعاد الحياة لملايين المصريين في سيناء ومدن القنال وفتح الطريق أمام انطلاق لم يخطر ««علي»» بال بشر, قاده من بعده حسني مبارك باقتدار تحولت فيه مصر الي دولة محورية كبري, لها اليد الطولي في مجالات لا حصر لها..
واليوم في ذكري تحرير سيناء والقنال نبعث بكل معاني الحب لشهيد مصر العظيم, محمد أنور السادات... ولمؤسس مصر المحورية, حسني مبارك..
واذا كان الاستاذ الدكتور حسين كامل بهاء الدين, وزير التربية ««والتعليم»» قد نال ما لم ينله أحد من الجدل والنقاش, ««علي»» نفس الطريقة التي نالها أنور السادات, فإن المتتبعين لأحداث التاريخ يدركون ان هذا قدر الثائرين الذين يندفعون بشجاعة التجديد والتثوير, الي تغيير المجري المتهالك للانسان, والثائرون لا ينظرون الي مواطن اقدامهم, كلا ولا استجداء التصفيق والهتاف.. انما يتطلعون الي مسافات زمنية بعيدة يرون عندها الانسان جديدا, متطورا, حتي ولو كان ذلك باجراء عمليات جراحية, تؤلم قليلا... وتحيي كثيرا من الآمال الضائعة.
ومن غير الممكن ان نري آثار ثورة تحدث.. انما نسمع دويها.. ونري الشظايا وهي تتطاير, فتتطير الافئدة وتحار ««««العقول..»»»» لكن حين تهدأ الثورة وتسكن ماكينات الحفر والبناء في بنية التاريخ والمجتمع.. نشهد عظمة الثورة وعمق مافعلت!!.. هكذا كانت كل الثورات, حتي الثورة ««التعليمية»» التي قادها حسني مبارك ونفذها حسين كامل بهاء الدين, ومن حق الناس ان تندهش.. أو تعترض, لان التغيير يقلق السكون.. ويبعث الشجون.. إلا ان عظمة الثورة, أي ثورة, ألا تطأطيء الرأس, وان تستمرفي انطلاقها, لأنها ليست ثورة شخص يريد ان يبني مجدا لنفسه.. انما هي ثورة أمة, تريد أن تحفر لها مجري جديدا في التاريخ.. وهكذا كان حسين بهاء الدين, ناسيا نفسه, ذاكرا مصر, حريصا ـ بروح الثأثر ـ ««علي»» الاصغاء لنبض الجنين في رحم المستقبل.. غير عابيء بآلام المريض.. لان كتابة الحياة أهم من ابتلاع المسكنات..
لذلك ففي قلبي.. كل معاني الحب, للثائر المعلم, المبتسم دائما حتي في وجه المستقبل.. حسين كامل بهاء الدين..
وبيني وبين أنيس منصور كل معاني الحب!! ليس كتابا أهدانيه.. رائعا من استاذ الي تلميذ, ولكن مشاعر يفيض بها قلبي, نحو معجزة فكرية, اسمها أنيس منصور!!!.. ان أنيس منصور, مثل الثورة.. لايراها أحدعند حدوثها.. لأن وقع اقدام الحدث تلفت النظر عن اثاره, باستحالة التوقع.. وحين كان ارسطو وسقراط موضع عدم اكتراث الناس.. وحين كان أبوحنيفة يعاني تنكيلا مخيفا.. وحين كان حملة المشاعل يتعرضون للحرق بما ينيرون به الطريق.. كان التاريخ يكتب اسماءهم بحروف من نور.. وهكذا أنيس منصور.. هو الآن( شخص) يكتب, ونقرأ له... ونحن لا نستشرف الزمان القادم, حين يتحدث عن أنيس ابن الدقهلية في مصر, مثل اسطورة من اساطير الفكر!! ذلك ان أنيس منصور يمكن ان ««««نقول»»»» عنه انه( صحفي حرفي) حتي النخاع... وانه( كاتب صحفي) مغموس في الصحافة.. وانه( فيلسوف) يحمل فلسفات التاريخ ويعدو في سباق مع ريح الفكر العاتية.. وانه( عالم) يعلم برشاقة الخبير القابض بأطراف أصابعه ««علي»» أغلب العلوم.. وانه وانه.. لكنه.. هو أنيس منصور!!
وكان من أعظم حظوظي في الدنيا ان عرفت الفلسفة من أنيس منصور في مجلة الرسالة الجديدة.. وتزحلقت عيناي ««علي»» كلماته الناعمة بلمسها الحريري الأنيق.. ورأيته رأي العين المنبهرة في يوم من أيام يونيو1962, حين كان رئيسا لتحرير مجلة الجيل الجديد. وكنت قد أرسلت رسالة لعملاق الصحافة ««علي»» أمين, ««علي»» مقره الجبري رئيسا لمجلس ادارة دار الهلال, فأرسل لي يستدعيني لمقابلته في أي يوم جمعة, وأمام العملاق الراحل كنت في محراب الصحافة أتوقع أن يسألني عن( موضوع) الخطاب.. لكنه ترك الموضوع وساءلي هل أنا كاتب اسلوب الخطاب!! كان الاعجاب في عينيه يذيبني خجلا.. وأراد أن يتيقن وطلب مني أن أوافيه بما أصادفه في الشارع.. ثم بعثني في يونيو1962 برسالة صغيرة نصها( عزيزي أنيس ـ هذا هو محمد اسماعيل الذي حدثتك عنه). وفي الدور التاسع من مبني أخبار اليوم كنت أمثل أمام( كل معاني الحب)..!! يشرح لي معني اعجاب ««علي»» أمين بأسلوب شخصي.. وكلفني أنيس منصور باعادة صياغة بعض الموضوعات التي ستنشر, بأسلوبي... وكنت معه نتبادل اعجابا باعجاب.. حتي اخذتني عربة الحياة الجامحة.. بعيدا عن الصحافة ـ لكن كلمات أنيس منصور كانت تومض ببريق يخطف لبي دائما!!
وفي جريدة مايو عدت الي أنيس منصور, كاتبا تحت رئاسته..وأمتعني الجلوس معه... كأني قرأت كتابا شاملا, مر ««علي»» كل علوم الدنيا... تنطبع في ذاكرتي ««تعليقاته»» وأفكاره وقفشاته وسرعته المذهلة في الاداء... وباعدت بيني وبين الاستاذ مسافات... حتي وجدتني في الأهرام مجاورا بمكتبي المتواضع, لمحرابه العظيم!! هو وأنا.. في الدور الخامس.. ينعش فكري ووجداني وروحي بالأمل.. وحين يكتب المفكر الاستاذ لتلميذه اهداء ««««يقول»»»» فيه... الي صديقي الفنان... فلابد لدموع الشجن الحلو.. ان تتساقط ««علي»» الوجنات في ارتعاشة فيها كل معاني الحب.. لأنيس منصور..!!
أما قراء أسرار الحب, فقد أدهشوني بكل معاني الحب!! ولم أكن أتوقع عند كتابة الحلقة الأولي في4 يوليو1998, أن يلفت الموضوع نظر أحد.. فنحن راقدون راكدون في البحيرات الساكنة, لكني كمن نكأ الجروح دون ان أقصد, وبلل الشفاه العطشي دون ان يدري!! كل هذا الحب لكلام عن الحب!! ما أضيع السنين التي أهدرتها كتابة في السياسة بالأهرام منذ13 سبتمبر1975!! ألدي القاريء كل هذا التشوق الي كلمة حب.. تعيد الي الوجدان زمن العطر الجميل!! شكرا لأنيس منصور مرة أخري.. فهو الذي شجعني ««علي»» الكتابة في الحب.. حين أطلق الحرية القصوي للقلم.. وجربت معه في مقالي الاسبوعي( مايو قال وما لايقال) قصة بعنوان( قالت لا) خرجت بها لأول مرة, وبخجل, عن قضبان السياسة الحديدية, الي مسالك حريرية, وانتشيت باعجاب أنيس منصور... وانطلق القلم بالألم المدفون في الروح, حين بدأت مرة أخري بالأهرام. ولقد أذهلني تعطش القاريء في غمار الغبار, الي عبق العطر, ورشفة الرحيق وشهد الرضاب...
ورغم اني لم أعد أعرف وقتا للنوم, فإني سعيد بأن أدخل قدرا من السعادة ««علي»» قلوب حيرها الحب وأضناها السهاد!!.. ان الحب في كل انسان.. مخلوق معه.. قد يكون نشيطا, أو يكون خاملا.. خامدا.. وفي عصر اختلطت فيه المعاني, وأصبحت الكلمات مثل شيكات بدون رصيد, وجد القاريء في اسرار الحب كشفا لمعان غامضة, كانت تختلط.. وتغمض ««علي»» الأفهام..
ولم استطع ان أواجه فيضان النهر بعد ان فتح الهويس!! فالظمأ قد هد النفوس وجفت العروق. وكم كان شرفا عظيما اعتز به,ان يبادرني الصديق الزميل العظيم سلامة أحمد سلامة, باقتراح اصدار السلسلة في كتاب, بعد التساؤلات التي تلقاها, وحين شرعت في الحديث عن ذلك, وجدت الكتاب قد انتهي قبل أن أطبعه!! وكان ««علي»» أن أعيد طبعه مرة أخري بالحلقات الثلاثين, في زمن أرجو ألا يطول عن نهاية مايو, ولأنني لا أريد ان أشق ««علي»» أحد, فقد أوكلت لمكتبي شرح كيفية الحصول ««علي»» الكتاب, من تليفون مكتبي الخاص2470919, لكني أعد القراء الذين احتجوا ««علي»» التوقف عند الحلقة(30) بأن أعود مرة أخري الي( الجزء الثاني) منأسرار الحب, بعد فترة ألتقط فيها الأنفاس وأتهيأ لمرحلة أخري, لمواجهة.. كل معاني الحب...!!
أما قراء الاسكندرية الأعزاء, والذين أعيش الآن بين جوانبهم حتي نهاية ابريل, فإن لهم اعزازا خاصا, لأنني استمد منهم.. ومن البحر عندهم.. كل معاني الحب..!! وعبر رنين التليفون بالاسكندرية4945444, أعيش متيقظا25 ساعة في اليوم!! لا هواء ولا بحر... إنما يكفيني.. ويملأ صدري بعبق العطر الجميل.. بحر من الأشواق.. يذيب القلب ويشعل الوجد ثم يقذف بي, بموجه المجنون في صخب النشوة, الي القاهرة, حيث أكتب... ماعبأت به الروح.. وسكن اليه القلب..!!
:MsgPlus_Img6306 ::MsgPlus_Img630 6::MsgPlus_Img63 06::MsgPlus_Img6 306::MsgPlus_Img 6306::MsgPlus_Im g6306::MsgPlus_I mg6306::MsgPlus_ Img6306::MsgPlus _Img6306:
البحث عن الحب
إن الإنسان المغرق في الرومانسية والمهيأ بطبيعته للحب, يبحث عنه متمثلا في شخص من تخيله, إذا لم يدركه الحب الحقيقي. وهذا النمط من البشر واسع الحيلة في إشباع النهم الطبيعي عنده إلي الحب, لأن لديه استعدادا فطريا للحب, وقدرة هائلة ««علي»» التخيل ««وعلي»» مزج الأماني المستحيلة بالخيال المتوافر. وهذا النمط, ينتمي في غالبيته إلي برج الميزان وإلي بعض من برجي العقرب والعذراء, المحيطين به. وإذا كان لدي هذا الشخص تلك القدرة الهائلة ««علي»» التخيل العاطفي, فإن آخرين ليست لديهم مثل هذه القدرة التي لا تنتمي إلي عالم القدرات المكتسبة, بقدر ما تنتمي إلي طبيعة المخلوق ذاتها. إن هؤلاء الآخرين, مهيأون أيضا للحبـ لكنهم لايصادقونه في حياتهم بل يسمعون عنه ويقرأون ويشاهدون عاجزون عن فهم ابتعاد الحب عنهم وهم يتطلعون إليه تطلع الشغوف الملهوف. قالت لي( ولاء) إنها بلغت الثانية والعشرين دون أن تحب أو يحبها أحد, وقد أوشكت ««علي»» الانتهاء من الدراسة. وتتساءل, هل فاتها قطار الحب!؟ أما الدكتورة ماجدة فإن عمرها45 عاما, وتشعر بنفس مشاعر ولاء ذات العشرين ربيعا واثنين. ويكاد التساؤل أن يكون( نمطيا) بين شريحة عريضة من النساء ««علي»» وجه الخصوص, فهن جميعا يعشن حالة ترقب وانتظار, لذلك الساحر المجهول.... وهو الحب!!
والواقع أن البحث عن( حبيب تائه) وسط زحام الحياة, يشيع بين فتيات لم يتزوجن بعد, وبين سيدات هلك عنهن أزواجهن بالطلاق أو بالموت أو حتي بالهجر, فشعرن بالوحدة القاتلة. والذين يبحثون عن الحب, يدركون, أو يشعرون بأنه يمثل بالنسبة لهم ضرورة قصوي.. فهم فوق تهيئهم الطبيعي للحب, يشعرون بأن حياتهم ينقصها أمر مهم, يخرجهم من الإحساس بالوحشة.. أو بالوحدة.. أو بسطحية الحياة..!! لكن الذين ليسوا مهيئين للحب, لا يشعرون بالاحتياج إليه, لأنه ـفي عقيدتهمـ مضيعة للوقت ونوع من الخيال السقيم. وسيان عندهم أن يحبهم أحد أو لا يحبهم أحد, فالحياة تسير بقوة المال.. أو بأي قوة أخري دون حاجة إلي ما يطلقون ««عليه,»» اسم( الوهم)!! وإذا كنا قد تحدثنا عن الحب من طرف واحد, فإن هذا الجانب يخرج عن بحثنا الآن, لأننا لسنا أمام حالة حب ينقصها التبادل في المشاعر, ولكننا أمام انعدام مطلق لحالة الحب في الاستقبال أو في الانعكاس. بمعني أننا أمام إنسان غير قادر ««علي»» أن يحب, وفي الوقت نفسه, لا يتمتع بحب أحد. والذين يعيشون حالة الفراغ هذه يقتلهم الانتظار قليلا أو طويلا, بحسب حظوظهم في الحياة. وبعضهم( يحاول) فيخفق.. لأن الحب ليس( وضعا) يتطلب( المحاولة)!! إنه يستعصي ««علي»» الإرادة, ««وعلي»» قدرة الإنسان ««علي»» التطويع, لأنه حالة تتلبس الإنسان بغير دراية منه ولا رغبة ولا استعداد.
إن الحب لا موعد له.. كلا ولا مكان ولا طريقة.فهو قد يأتي في سن مبكرة أو في عمر متأخر.. أو قد يتردد كثيرا ««علي»» إنسان ما, لا ينتظر دعوة ولا تعجزه صعاب أو مستحيلات. وكما يأتي في الخامسة عشرة من العمر, يأتي في العشرين أو الثلاثين أو الخمسين, إلي مادامت حياة الإنسان.. لكن أحدا لا يستطيع أن يحدد له موعدا.. ولا أن يستعجله.. أو يؤجله!! ذلك أن الشعور بالحب, قهر لإرادة الإنسان, بقوة غيبية لا يراها أحد.. إنما نري آثارها فقط.. ونكتشف أن الحب قد حضر.. وأنه لم يخبرنا أو يخطرنا... إنما وجدنا أنفسنا أسري في جناته أو في صحاريه.. يأخذنا إلي حيث يريد هو... يغمسنا في بحار للدموع بلا قرار.. أو ينعشنا برذاذ من العطر بعد قطرات من الندي... أو يسكب ««علي»» أرواحنا رحيقه أو يشعل في قلوبنا حريقه!! أبدا, لا قبل لنا بتوقعه.. ولا بزمانه أو مكانه, مهما طال الانتظار, ومهما تغيرت الأماكن.
والحب قد يأتي بغتة.. وقد يأتي متسللا... وقد يأتي متخفيا في ثياب أخري, يكشف عن نفسه بعد حين!! نعم قد يأتي الحب بغتة.. من النظرة الأولي.. أو من الهمسة الأولي. فثمة شرارات غير مرئية, تحدث فور النظر أو أثناء الاستماع لأول مرة. عندها يشعر الإنسان باهتزازات داخلية, كأن القلب قد تحرك حركة مفاجئة.. فيزداد النبض وتتسارع الأنفاس.. كأن مسا كهربيا قد حدث.. نعم هوس كهرومغناطيسي دخل نفس المجال.. فأحدث الشرارة المفاجئة! ربما يجف الحلق.. والريق.. ويتكلثم اللسان.. وتتعطل لغة الكلام... وارتعاشات الروح تحدث رنينا يهز القلب هزات عنيفة... فقد التحم المجالان الكهرومغناطيسيان للطرفين!! لا أحد يتكلم.. فمثل( شوشرة) الإشعاعات الصادرة عن الشمس فتربك الاتصالات اللاسلكية, يحدث الأثر نفسه في الإنسان... ويعجز عن ترتيب الكلمات!! انفرط عقد الكلام.. وتبعثرت الحروف.. ولم يبق إلا عين فيها مزيج من الدهشة والانبهار وعنف المفاجأة.. فتتجمع المشاعر كلها في عيون تفصح عن تداعيات تتوالي....
وقد يأتي الحب متسللا. شيئا فشيئا.. إحساس بالارتياح.. ربما للغة الحديث.. وربما لما يطرح من أفكار.. أو للمظهر.. أو لشيء خفي يثير التمني بلقاء آخر.. وفي كل لقاء تزداد مساحة الإعجاب... حتي تبدو كل( الشخصية) أو كل( الشخص) موضع ارتياح.. يتحول إلي سعي للقاء.. ثم شعور بالحب يتفجر عند التخلف عن موعد لقاء!! هنا يبدأ الإنسان في الإحساس بتباشير الحب.. ويبدأ في استنشاق أنفاسه وعبيره!!
وقد يأتي الحب بالتخفي في زي آخر. في زي الزمالة.. أو الصداقة أو المشاركة في عمل ما. علاقات واحتكاكات متشعبة, تكشف تدريجيا عن خلع ملابس الزمالة والصداقة والمشاركة, ليبدو الحب مهيمنا ««علي»» الطرفين معا أو ««علي»» أي منهما. ولا أحد هنا يخدع الآخر, لأن( القبول) متوافر لديهما. ولا أحد يخدع الآخر, لأن كلا منهما يأمل في الحب.. لكنه يخشاه.. أو يخشي إعلانه!!
وفي كل طريقة, يأتي بها الحب, فإن الإنسان لا دخل لإرادته فيه. لذلك لا يستطيع أحد أن يستعجله أو يحدد له موعدا!! ومن أجل هذا, فإن الذين لا يدركون هذه الحقائق في طبائع الحب, يتصورون أنهم قادرون ««علي(»» جلب) الحب إليهم, وتصديره للآخرين!! وهم بهذا يندفعون إلي خلط كل علاقة بين رجل وامرأة, بالحب!! رانيا مثلا تقول لي إنها تراه مناسبا لها كزوج.. لكنه لا يهتم بها.. وهي مصممة ««علي»» أن تأتي به حيا أو ميتا في حبها!! والواقع أنه ربما يستجيب لها ولمحاولاتها لاجتذابه, لكن هذه الاستجابة الاحتيالية, ليس لها نتيجة إلا الفشل الزوجي.. وربما ينطبق ««عليها»» القول( تيجي تصيده.. يصيدك)!! وتعض رانيا بنان الندم كما يقولون, لأنها الخاسر الوحيد.. مثل الذي استعجل نضوج الثمرة.. فقطفها قبل الأوان, وتجرع مرارة العلقم!! إن الحب قدر محتوم ««علي»» بعض الناس. يأتي من الغيب في وقت غير معلوم.. ولا سببل أمام المحرومين من الحب, إلا الكف عن المحاولةـ لأنه سيأتي إليهم في الوقت( المكتوب), إذا قدر لهم أن يكونوا من طائفة المحبين أو المحبوبين.
لكني أشاطرهم الألم, وهم وسط صخب الريح.. يصخ آذانهم فحيح الرياح كالأفاعي... ويدلهم الظلام من حولهم, ويقتلهم الظمأ إلي حب يطفئ الغلة. يرون الحب من حولهم, مثل شهب تبرق في السماء بوميض يخطف البصر... وهديل الحمائم وهدير النهر يمتزج بموسيقي الحب..!! نصيبهم أن يشاهدوا ولا يشاركوا... وأن يسمعوا ولا يشاركوا.. فالدنيا هكذا!! ناس يؤدون... وناس يشاهدون.. وناس لا يأبهون!! وإذا كان الحب متعة هائلة للمحبين... فهو متعة للمشاهدين.. حتي ولو شاهدوه بالسباحة في بحر المدامع والشجون..!!
:MsgPlus_Img6306 ::MsgPlus_Img630 6::MsgPlus_Img63 06::MsgPlus_Img6 306::MsgPlus_Img 6306::MsgPlus_Im g6306::MsgPlus_I mg6306::MsgPlus_ Img6306::MsgPlus _Img6306:
__________________